(2)
وأتاه في بيتها جبريل = ولذي اللب في الامور ارتياء
فأماطت عنها الخمار لتدري = أهو الوحي أم هو الاغماء
فاختفى عندكشفها الرأس جبر = يل فما عاد أو أعيد الغطاء
وكانت تفعل ذلك أحتياطا لدينها وزيادة في يقينها* أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان واثقا بذلك الخطاب* دون شك أو تردد أو ارتياب
وفي تلك اللحظة الكريمة* سعدت الدنيا بالرسالة العظيمة* ومن ذلك الجبل المشهود* في ذلك اليوم الموعود* طلعت شمس الوجود* فأفاضت نورا جديدا* واستقبل العالم صباحا سعيدا* لقد كان هذا العالم يستقبل كل يوم صباحا* ولكنه لايرى فيه للامة خيرا ولا فلاحا* وما اكثرالنهار المظلم* والصبح الكاذب المعتم* لكن في هذا المكان المتواضع* وعلى ذلك الجبل الراسخ* الذي ليس بمخصب ولاشامخ* تم مالم يتم في عواصم العالم الكبيرة بمديناته وحضاراته الشهيرة* ومدارسه الفخمة* ومكتباته الضخمة* إذ من الله علىهذه الامة* برسالة محمد الذي كشفعنها الغمة* وجلى الظلمة* فطلع الصبح المشرق الصادق* واستيقظ فيه الكون بعد ان كان في غفلته غارق* وتعرف على المفتاح النبوي* الذي يفتح كل علق ملتوي* فظهرت له شناعة الشرك والوثنية* والخرافات والاوهام الجاهلية* فتهذبت تلك القوى الجامحة كل التهذيب* وانصقلت تلك المواهب الضائعة بهدى الحبيب* وتقلبت بين مقامي الترغيب والترهيب* فتدفت كالسيل واشتعلت كاللهيب* حتى كان راعي الابل راعي الامم* وخليفة يحكم العالم وإليه يحتكم* وأصبح فارس الفبيلة والبلد* فاتح الدول ذات المجد والعدد* فكثر العدل وانتشر النور* وقل الجدل وفقد شهادة الزور* وتبدلت الاحوال* الى أحسن حال* فالتاجر أمين صدوق* والغني سخي مرزوق* والفقير شريف كادح* والعامل مجتهد ناصح* والرئيس متواضع رحيم* والخازن حفيظ عليم والقاضي عادل فهيم* فظهر في ذلك المجتمع صدق التاجر وأمانته* وتعفف الفقير وكدحه* واجتهاد العامل ونصحه* وسخاوة الغني ومواساته* وعدل القاضي وحكمته* وإخلاص الوالي وشفقته* وتواضع الرئيس ورحمته*وقوة الخادم وحراسته* فكانت تلك البعثة للعالم ريبعا* وللانسانية خصبا وريعا
وقد اختص الله هذه الجوهرة المصونة* والدرة المكنونة* بمزايا عديدة *وخصال حميدة
فمنها أنها هي التي طلبته* والى الزواج بها دعته* وأنها أول مرأءة يتزوجها* ووليمتها اول وليمة يصنعها* وعاشت معه بقية عمرها* ولم يتزوج بغيرها* حتى ماتت بعد أن رأى خالص برها* ودفنها بمكة ونزل هو بنفسه في قبرها* وقد عاشرته أربعا وعشرين سنة أحسن عشرة* ورافقته أفضل رفقه* وآلفته أعظم ألفه* وصادقته او فى محبة* وكانت لا ترى منه ميل الى شيء إلا بادرت به إليه* وقدمته هدية بين يديه* وقد رأت منه قبل البعثة النبوية* رغبة في موالاها زيد بن حارثة قوية* فما كان منها إلا ان وهبته له بنفس راضية سخية* فكان الى حضرته من المنسوبين وكتب في ديوان المسعودين* وفاز بالاولوية مع السابقين* وتشرف بمحبوبية سيد المرسلين
ومن خصائصها التي نالت بها أعلى مراتب الشرف والكمال* أنها أول من آمن به من النساء والرجال* فصدقته وآزرته* وأعانته وثبتته* وخفف الله بسسب إيمانها عن نبيه صلى الله عليه وسلم كل هم* وفرج عنه ما أصابه في الدعوة من تعب ونكد وغم* فكان لا يسمع شيئا من زمرة الالحاد* من تكذيب وجحود وعناد* ويرجع الى خديجة إلا ويجد عندها كل هدى وسداد* فتهون عليه الرزايا وتواسيه* وتبعث الطمأنينة الة نفسه وتسليه* وتمنحه العطف وتبشره* بما سوف تراه فيه* وتشجعه وتؤيده بكل خير تمنيه
وقد ثبت انها رضي الله عنها صلت معه عليه الصلاة والسلام* وتشرفت يبمنقبة الوضوء واستقبال البيت الحرام* وكان جبريل قد علم النبي صلى الله عليه وسلم تلك الصلاة * قبل ان تفرلاض الخمس الصلوات ليلة المناجاة* وكان يصلي صلاتين مرة في العشية ومرة في الغداة
وقد روي عن يحيى بن عفيف انه قال: جئت زمن الجاهلية الى مكة فقدمت مني ايام الحج ونزلت على العباس بن عبدالمطلب فلما طلعت الشمس خرج رجل من خباء قريب منا* فستقبل الكعبة وقام يصلي* فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه* فلم يلبث حتى جاءت فقامت خلفهما* فركع الرجل* فركع الغلام والمرأة* فرفع فرفعا فسجد فسجدا غفلت: أمر عظيم* فقال: أمر عظيم* أتدري من هذا؟ قلت لا* فقال: هذا محمد بن عبدالله ابن اخي* أتدري من الغلام؟ قلت: لا قال: هذا علي بن ابي طالب* أتدري من المرأة؟ قلت:لا فقال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة بن أخي وهذا حدثني ان ربك رب السماء والارض أمرهم بهذا الذي تراهم عليه وأيم الله ما أعلم على ظهر الارض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة* قال عفيف الراوي: فليتني كنت آمنت يومئذ فكنت أكون ثانيا
ومن خصائصها عليها الرحمة والاكرام* أنها أفضل نساء المصطفى بالتماتم* كما جاء في الحديث عن سيد الانام* انه قال(سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون) وفي رواية عن انس مرفوعة (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية) وهو حديث ثابت بلا مراء* وقد حكم بصحته أجلة العلماء وفي رواية صحيحة ثابتة لا يشك فيها اتنان* انه صلى الله عليه وسلم قال(خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة) وقد روى هذا الشيخان
والاحاديث في هذا الباب كثيرة* وهي معروفة في أصول كتب أهل السنة الشهيرة* وكلها متفقة في مجوعها بيقين* على ان مريم وخديجة وفاطمة وخديجة وآسية هن أفضل نساء العالمين* رضي الله تعالى عنهن أجمعين* والخلاف بين العلماء في تعين أولاهن* والموازنة في الافضلية بينهن* وقد اجتهد بعضهم في تعيين واحدة* وتكلف التأويل والجمع ولا أرى في ذلك فائدة
ومن خصائصها الشريفة*ومناقبها المنيفة* أن كل أولاده عليه السلام منها* إلا سيدنا إبراهيم عليه السلام فلم يتكون عنها* بل عن مارية القبطية* التي أهداها له مقوقس مصر والاسكندرية* وقد ولد لخير البرية* ستة من الذرية
الاول القاسم وهو أكبر الاولاد* وبه كان صلى الله عليه وسلم يتكنى بين العباد* وهو أول من مات من ولده* ودفن في بعض الاقوال بمكة بلده*
والثاني عبدالله ويقال له الطاهر والطيب لأنه ولد في الاسلام* ومات صغيرا بالبلد الحرام
الثالثة زينب وهي أكبر بناته وقد ولدت قبل بعثته* وتزوجها أبوالعاص بن الربيع وكان أسلامها وهجرتها قبل أسلامه وهجرته* وتوفيت في اول عام ثمانية من هجرة المصطفى* ودفنت في جنة البقيع وقبرها هناك لايخفى
والرابعة رقية والخامسة ام كلثوم* وقد كانتا تحت ولدي ابي لهب الشقي المحروم* فلما نزلت تبت يدا أبي لهب* غضب ابوهما أشد الغضب* وقال لولديه: رأسي من رأسكما حرام* أن لم تفارقا ابنتي محمد صاحب ذلك الكلام*يقصد بذلك إيذاءه عليه الصلاة والسلام* ففارقهما قبل الدخول عليهما* ولم يصلا بفضل الله إليهما
وقد تزوجت رقية بسيدنا عثمان بن عفان* وهاجرت معه الى الحبشة فرارا بالايمان* ثم رجعت وهاجرت معه الى مدينة الشفيع* وماتت عند ودفنت بجنة البقيع* ثم تزوج بعدها أختها وهي ام كلثوم* وماتت عنده ايضا وقبرها في البقيع معلوم* فيكون قد تزوج من بنات النبي اثنتين* ولذلك اشتهر بين الانام بذي النورين* ولو كانت هناك ثالثة لمن بها عليها سيد الكونين
والسادسة فاطمة الغراء* المعروفة بالبتول والزهراء* أم الحسن والحسين اهل الرضا* وزوج الامام علي المرتضى* الذي أحسن عشرتها وأخلص لها حبها* ولم يتزوج عليها حتى قضت عنده نحبها* وكانت وفاتها سنة أحدى عشرة من الهجرة النبوية* بعد ان عمرت ثلاثين سنة قمرية* ودفنت بالبقيع على أصح الاقوال المروية* وقيل دفنت ببيتها الذي بجانب الحجرة النبوية* وهو في المسج الان وليس في ذلك رواية مرضية* وبهذا تعلم ان بناته دخلن في الاسلام* وهاجرن معه من المدينة الى البلد الحرام
فهؤلاء جملة اولاده منها رضي الله عنهم أجمعين* وحشرنا في زمرتهم مه رسول رب العالمين* آمين
ومن فضائلها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينسى أبداً ودها * ويحفظ في أهلها عهدها * فيبعث لهم بما يأتيه من الهدايا * ولا يتركهم إذا قسم بين أصحابه العطايا.
وقد يذبح الشاة بنفسه ثم يقطع أعضاءها * ويخص بها أصدقاءها وأقرباءها * فإذا غارت السيدة عائشة ولم يتحمل ذلك قلبها * قال لها صلة الله عليه وسلم * (لقد رزقت حبها فأنا أحب من يحبها) .
ومن فضائلها المروية عن أئمة المحدثين الكبار * في كثير من كتب السنن والسير والآثار* أنه صلى الله عليه وسلم كان يكثر من ذكرها * وينشر بين الجميع طيب خبرها وحسن برها * ويثنى عليها أحسن الثناء * ويستغفر لها الله ويكثر لها من الدعاء * ويتحدث عن ما لها من الشرف والفضل والكمال * ويسترسل في ذلك الحديث دون ملل ولو طال * فإذا سمعته السيدة عائشة يتحدث عنها غارت أشد الغيرة عنها * غارت أشد الغيرة منها * وقالت: ما هي إلا حمراء الشدقين عجوز كبيرة * وقد عوضك الله خيراً منها شابة صغيرة * فكان يغضب من قولها * ويخاصمها على فعلها * ويقول ( ما أبدلني الله خيراً منها لقد آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وآوتني إذ رفضني الناس وواستني إذ حرمني الناس ورزقني أولادها إذ حرمني أولاد النساء)
وقد جاء في بعض الآثار المروية * عن السيدة عائشة الصديقية * أنها قالت : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خديجة باهتمام * فاحتملني الغيرة وقلت فيها ما لاينبغي من الكلام * فتغير وجهه تغيراً ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي عليه * وسقط في جلدي وندمت على إساءتي بذلك إليه * وقلت:: اللهم إن أذهبت غيظ رسولك الآن * لم أعد أذكرها بسوء ما بقيت مدى الأزمان * فلما رأى ذلك مني * عذرني وسامحني و عفا عني * وذكر لي طرفاً من فضائلها الغراء * وبهذا تعلم أن غيرتها لا عن بغض أو عداء * وإنما هي طبيعة معروفة في النساء * وعائشة هي التي نقلت لنا في فضل خديجة ذلك الخبر * ولولاها ما كنا وقفنا له على عين و لا أثر
ومن فضائلها عليها الرحمة والإكرام * أن رب العزة أرسل لها مع جبريل عليه السلام * فقال : يا محمد هذه خديجة قد أتتك بإناء فيه ادام وطعام * فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربها ومني السلام * فلما بلغها قال: الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام * وقد ثبت ذلك عن الشيخين * في كتابيها المعروفين بالصحيحين
ومن خصائصها رضي الله عنها ما رواه الشيخان * أن جبريل بشرها ببيت في الجنان * إذ قال ذلك الملك المكرم * للنبي صلى الله عليه وسلم * بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب
ومن فضائلها رضي الله عنها الغراء * أنها وقفت مع النبي صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء * ولم ترض أن تتركه لما قاطعه في الشعب الأعداء * فخرجت عن بيتها الرفيع * ومقامها المنيع * ودخلت معه الشعب فكانت من جملة المحصورين * ولم تبال بسنها الذي زاد على الستين * رغبة في متابعة سيد المرسلين * فاستبدلت حياة العز والرفاهية * بتلك الحياة الخشنة القاسية * وكم ذاقت معهم مرارة العطش والجوع * إذ كان الطعام والشراب عن الجميع ممنوع * فيحق للتاريخ أن يحنى رأسه أمام جلالها * ويتوج صحائفه بكريم فعالها
والحاصل أن فضائلها لا تعد * ومناقبها لا تحد * وما عسى أن يقال فيمن وصفها سيد ولد عدنان * وأشاد بذكرها على رؤوس الأعيان * ورفع شأنها بين النساء على كل شأن * وذكر فضلها وشرفها الثابت بالتحقيق * وشكر لها مواقفها معه في الإيمان والصديق
فما أعظم أخلاقها القويمة * وسيرتها المستقيمة * التي هي عين أوصاف المؤمن الكريم * كما أخبر عنها الرسول العظيم * عليه الصلاة والتسليم * إذ قال:( إن المؤمن تراه * قوة تراه في دين * وحزماً في لين * وإيماناً في يقين * وحرصاً في علم * وعلماً في حلم * وشفقة في محبة * وبراً في استقامة * وقصداً في غنى* وتجملاً في فاقة * وتحرجاً عن طمع * وكسباً في حلال* ونشاطاً في هدى* ونهياً عن شهوة* ورحمة للمجهود * أن المؤمن لا يظلم من يبغض * ولا يأثم فيمن يحب * ولا يضيع ما استودع * ولا يحسد ولا يطعن* في الزلال وقوراً * وفي الرخاء شكوراً) فكأن هذه الأوصاف والأخلاق* منطبقة على خديجة تمام الانطباق
***
وفاتها
ولما تمت لها الكمالات الباهرة * وتوطنت الرتبة السامية العلية الفاخرة * وامتدت أنوارها وآياتها المتكاثرة * توفيت رضي الله عنها في اليوم الهادي عشر من رمضان * قبل هجرة سيد ولد عدنان * بثلاث سنين على الأصح من الأقاويل * وقيل بأربع وقيل بسبع على ما قيل * ولم يصل عليها عليه الصلاة والسلام * لأنها لم تشرع الصلاة على الميت في ذلك العام * ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبرها * وسوى عليها التراب وأحسن نزلها * وهي فضيلة لها دون غيرها من أمهات المؤمنين* رضي الله تعالى عنهن أجمعين إلى يوم الدين * وكان لها من العمر خمس وستون * ودفنت بمقبرة المعلى المعروفة بالحجون * وهذا وإن كان قد ثبت بطريق الآحاد * إلا أنه اشتهر كل الاشتهار بين العباد
دعاء
وحيث تشرفت الأسماع بذكر أخبارها وبيان فضائلها ونشر آثارها حسن منا نختم ذلك بالدعاء متوجهين الله رب العالمين قاصدين مخلصين قائلين:الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم أنت أحق من ذكر وأحق من عبد وأرأف من ملك وأجود من سئل وأوسع من أعطى أنت الملك لا شريك لك والفرد لا ند لك كل شيء هالك إلا وجهك لا تطاع إلا بأذنك ولا تعصى إلا بعلمك تطاع فتشكر وتعصى فتغفر أقرب شهيد وأدنى حفيظ حلت دون النفوس وأخذت بالنواصي وكتبت الآثار ونسخت الآجال القلوب لك مفضية والسر عند علانية الحلال ما أحللت والحرام ما حرمت والدين ما شرعت والأمر ما قضيت والخلق خلقك والعبد عبدك وأنت الله الغفور الرحيم نسألك بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له السموات والأرض وبكل حق هو لك وبحق السائلين عليك أن تقيلنا وتجيرنا من النار بقدرتك يا أرحم الراحمين
اللهم نحمدك على ما أهديت ونشكرك على جزيل ما أسديت و نستعينك على رعاية ما أسبغت من النعم ونستهديك الشكر على ما كفيت من النقم ونعوذ بك من عثرات اللسان وغفلات الجنان ومن غدرات الزمان ونسألك اللطف فيما قضيت وقدرت والمعونة على ما أمضيت ونستغفرك من قول يعقبه الندم أو فعل تزل به القدم فأنت الثقة لمن توكل عليك والعصمة لمن فوض أمره أليك وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير الله افتح مسامع قلوبنا لذكرك وارزقنا طاعتك وطاعة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعملا بكتابك و اتباعاً لسنة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلنا نخشاك وكأنا نراك أبداً حتى نلقاك واسعدنا بتقواك ولا تشقنا بمعصيتك اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى وحسن الظن وحسن الخلق اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء وعضال الداء وخيبة الرجاء اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة أنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي االصدور اللهم جمل أمورنا ما أحييتنا وعافنا ما أبقيتنا وبارك لنا فيما خولتنا و احفظ علينا ما أوليتنا وارحمنا إذا توفيتنا وسامحنا إذا حاسبتنا ولا تسلبنا الإيمان وقد هدينتا اللهم نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا وتجمع بها شملنا وتلم بها شعثنا وترد بها الفتن عنا وتصلح بها حالنا وتحفظ بها غائبنا وترفع بها شاهدنا وتبيض بها وجوهنا وتزكي بها أعملنا وتلهمنا بها رشدنا وتعصمنا من كل سوء اللهم اعطنا إيماناً صادقاً ويقيناً ليس بعده كفر ورحمة ننال بها شرف كرامتك اللهم نسألك الفوز عند القضاء ونزل الشهداء ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء
اللهم خذ بأيدينا في المضائق وكشف لنا وجوه الحقائق ووفقنا لما تحب وترضى واعصمنا من الزلل ولا تسلبنا ستر أحسانك وقنا مصارع السوء واكفنا كيد الخائنين وشماتة الأضداد و الطف بنا في سائر تصرفاتنا واكفنا من جميع جهاتنا يا أرحك الراحمين
اللهم أعطنا من الدنيا ما تقينا به فتنتها وتغنينا به عن أهلها ويكون بلاغاً لنا إلى ما هو خير منها فانه لا حول ولا قوة إلا بك اللهم إنا نسألك نعمة تامة ورحمة شاملة وعيشاً رغيداً وعمراً سعيداً وإحساناً تاماً و انعماً عاماً وعملاً صالحاً وعلماً نافعاً ورزقاً واسعاً اللهم كن لنا ولا تكن علينا وختم بالسعادة آجالنا وحقق بالزيادة أعمالنا واقرن بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا واصبب سجال على ذنوبنا ومن علينا بإصلاح أعمالنا واستر عيوبنا واجعل التقوى زادنا وفي دينك اجتهادنا وعيلك توكلنا واعتمادنا
اللهم ثبتنا على نهج الاستقامة وأعذنا من موجبات الندامة يوم القيامة وخفف عنا ثقل الأوزار وارزقنا عيشة الأبرار وكفنا واصرف عنا شر الأشرار واعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار يا عزيز يا غفار يا كريم يا ستار يا حليم يا جبار برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم كما مننت على محمد وعلى لآله وصحبه وسلم السيد خديجة بتمام التصديق والإيمان بنبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فمن علينا بذلك يا قديم الإحسان وكما تفضلت عليها بتعظيم حرمته وحفظ عهده وذمته ونصر حزبه ودعوته ومتابعة سبيله وسنته وتأيد كلمته وحجته فتفضل علينا بذلك واكتب لنا من ذلك الحظ الأوفر والنصيب الأكبر ووفقنا للاستمساك بسنته ولزوم ملته حتى نموت عليها واحشرنا في زمرته وتحت لوائه وجعلنا من رفقائه وأوردنا حوضه وسقنا بكأسه وانفعنا بمحبته وتب علينا واحفظنا من جميع البلاء و البلواء والفتن ما ظهر منها وما بطن واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وصلى الله على سيدنا وعلى آله وصحبه وسلم
ولما رأى شيخنا العلامة الشيخ محمد نور سيف أحد كبار العلماء الدرسين بالمسجد الحرام قال
أيا مهدي البشرى سعدت لك البشرى = بنيل الرضا ممن تلكم الجدة الكبرى
ودمت قرير العين فيمن تحبه = تفوز بما ترجو بدنياك والأخرى