برنس
رئيس المنتدى
عدد الرسائل : 429 تاريخ التسجيل : 11/12/2007
| موضوع: رسول الله في أعين الشيخ الجليل نور الدين على بن زين الدين ا 12/17/2007, 9:51 pm | |
|
الشيخ الجليل نور الدين على بن زين الدين الشهير بابن الجزار
الشيخ الجليل نور الدين على بن زين الدين الشهير بابن الجزار من علماء القرن العاشر الهجرى وهو من تلاميذ الشهاب الرملى · تكلم فى مسألتين الأولى فى تحقيق تفضيل البشر على الملك ، الثانية فى تفضيله صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء...فقال فى المسألة الثانية: · إذ قد عرفت أن خواص البشر وهم الأنبياء خاصة أفضل من خواص الملائكة ، فإعلم أن الأنبياء صلوات الله وسلام عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام بمنزلة الأجساد القائمة بأعباء النبوة والرسالة ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمنزلة الروح لتلك الأجساد ، فهو سيدهم وسندهم وكنزهم وذخرهم وحاميهم وكافيهم وقطب دائرتهم ونقطة فلكهم ونقش فصهم وإنسان عينهم وعين إنسانهم وبيت قصيدتهم وعقد قلادتهم وسر سريرتهم وروح ذاتهم ، وهو أفضل الخلق على الإطلاق ورسول إليهم حتى إلى الملائكة إرسال رحمة وتعليم وحكمة بدليل :" ليكون للعالمين نذيرا " وهم من العالمين. · والدليل على أفضليته على الخلق قاطبه ثلاثة أشياء : الكتاب والسنة والإجماع. أما الكتاب الدال على فضله وتعظيمه تبجيله ، فآيات بينات وحجج ناطقات وهى أكثر من أن تحصى وأشهر وأعظم من أن تستقصى ، منها ما هو بالتصريح ومنها ما هو بالازم ومنها ما يؤخذ بالاستنباط من تدقيق أحوال تلك المعالم فمن الصريح الدال على فضله على الأنبياء : - غيجاب الله تعالى اتباعه والإيمان به ونصرته فى قوله تعالى" وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " وأجابوا كلهم بقولهم أقررنا وشهدوا على أنفسهم بذلك وشهد الله عليهم وكفى بالله شهيدا وقد أجمع المحققون على أن المراد بالرسول فى الآية محمد صلى الله عليه وسلم. - ومن الآيات القائمة بالحجة على ذلك قول الله تعالى:" كنتم خير أمة أخرجت للناس " فإن شرف التابع إنما هو لشرف المتبوع فكما أن أمته خير الأمم فهو خير الأنبياء. - ومن الآيات المظهرة لشرفه قول الله تعالى :" إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". وقد قال صلى الله عليه وسلم فى الصحيح:" إن أعلمكم بالله وأتقاكم أنا ". - ومن الآيات المثبته لكماله عليهم قول الله تعالى " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا "فإن البارى تبارك وتعالى غير محتاج إلى الشهادة وإنما أراد الله تعالى وهو أعلم : الإعلان بذكره وشرفه وفضله عليهم. وأما ما ورد فى السنة مما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: - " أنا سيد ولد آدم ولا فخر ". - " أنا سيد الناس يوم القيامة ". - حديث الشفاعة العظمى. - فى حوضه العميم وخصوصياته وحديث الإسراء. - " إنى قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد أفضل من محمد وقلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بنى أب أفضل من بنى هاشم ". - ومن أعظم الأدلة الموجبة لتفضيله قوله تعالى:" عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " فإن هذا المقام يغبطه فيه الأولون والآخرون من الأنبياء وغيرهم: · ثم يقول : فإن قلت قد جاء فى الصحيح لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة قال له النبى : ما المسئول عنها بأعلم من السائل وقال فى آخر الحديث هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم . فهذا إقرار بأن جبريل معلم وأنه أعلم بالساعة من رسول الله. قلنا: هم معلم لا شك للصحابة ومخبر للنبى ، بل قد سماه معلما لكونه الموجب لذكر ما ذكر فى الحديث وإلا فهو إنما قال أخبرنى والنبى هو الذى أفاد وعلم. وأما ما المسئول عنها بأعلم من السائل فمعناه أن علمها مستور لأنه من العلم الذى استأثر الله تعالى به فكأنه قال: لم يزد عندى عن علمك فيما تعلمه منها شىء وهو الوقوف عن أمرها. والحق أن النبى صلى الله عليه وسلم عنده علم مكنون لم يبث لجبريل ولا لغيره فإن قيل لاشك أن جبريل هو الحامل لذلك له فكيف لا يحيط به علما قلنا هو حامل لأصوله جملة من غير كشف عن حقيقة أفراد جزئياته بل تقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تقدم عن جبريل فى المعراج علمه الله تعالى علما بغير واسطة ولا ترجمان لا يقدر أن يتحمله غيره. وقد صح أنه علم بعض أصحابه بعض علم وألزمه بكتمه حتى قال الصحابى لو قلته لكم لوضعتم الصمصامة على رأسى.
| |
|